يهل علينا ضيف، ننتظره من العام للعام، يحمل معه كثيراً من الخير، وفى نفس الوقت يفرض علينا تغييراً في نظام حياتنا المتبع، من المأكل والنوم والأنشطة اليومية والسلوكيات والعادات الحياتية، إنه شهر رمضان الذي يمثل فرصة عظيمة لبدء بعض العادات الصحية، ووقف السيئة منها.
فبالنسبة للعادات الصحية التي يمكن استخلاصها من هذا الشهر، تعد قلة الطعام على رأسها، فقد ثبت علمياً أن ذلك هو الأفضل صحياً للإنسان، تطبيقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «صوموا تصحوا»، كما لو كانت الصحة مرهونة بالصيام، وكذلك الاستيقاظ مبكراً لأداء صلاة الفجر، فتنبيه المخ فى ذلك الوقت سلوك يحفظ الإنسان من تجلطات الدم وهو ما ثبت حديثاً أيضاً، أما عن العادات السيئة فيأتى على رأسها التدخين، وما أدراك ما التدخين، آفة العصر وكل العصور، وهو محور حديثنا، تلك العادة التى يمكن الإقلاع عنها بفضل شهر رمضان.
فالعديد من الأشخاص عندما يضعون صوب أعينهم قرار التوقف عن التدخين يمتنعون لفترة قصيرة، ولكن سرعان ما تغريهم السجائر فى أيدى غيرهم فيعودون مسرعين لها!، لكن رمضان يعد حافزاً كبيراً للامتناع عن التدخين، ولكن كيف تكون ضربة البداية؟
إذا قررت هذا العام الإقلاع عن التدخين فى رمضان، ننصحك ببدء التخفيف التدريجى قبل رمضان بفترة بسيطة، لتفادى بعض أعراض الإقلاع عن التدخين السلبية مثل، صعوبة التركيز، والعصبية، والاكتئاب، والصداع، التي تنتج عن انسحاب النيكوتين من الجسم، لكن في النهاية ستتلاشى الرغبة بالتدخين تدريجياً!
هناك بعض الطرق التي يمكن اتباعها للمساعدة في الإقلاع عن التدخين فى رمضان منها:
اخلق لنفسك مصدر إلهاء مناسباً: عند بدء المشاعر الملحة التي تدفعك باتجاه التدخين، توجه للقيام بأى فعل بدنى قد يجعل من إمساك السيجارة صعباً في لحظتها، مثل أخذ حمام ماء ساخن أو ممارسة أي نوع رياضة تفضله.
لا تجعل السجائر متوافرة: حاول أن تكون السجائر غير متواجدة في البيئة المحيطة بك، عليك فور اتخاذ القرار بالتوقف عن التدخين، القيام بالتخلص من كافة علب السجائر سواء الموجودة في المنزل، السيارة، أو في مكتبك، وأيضاً أبعد عن الرفقاء المدخنين.
غير عاداتك الغذائية التي تذكرك بالتدخين: قد تكون فترة ما بعد الإفطار هي الفترة الأكثر ضعفاً للعودة إلى السيجارة، لكن حاول تجنيب نفسك ذلك من خلال تجنب أي من المشروبات أو الأطعمة التي ترتبط مع عادة التدخين، مثل شرب الشاي أو القهوة.
الامتناع عن التدخين مرة واحدة:
وعليك ألا تتبع أسلوب تقليل عدد السجائر التي يتم تدخينها يومياً، فهذا سرعان ما يجعلك تعود بعد فترة إلى نفس العدد السابق، وربما تتجاوز ما كنت عليه، ولن يساعدك بشكل جدى، وكن على ثقة أن الحل الأمثل هو الامتناع تماماً عن التدخين.
في النهاية ينبغي أن تدرك ما أنت قادم عليه لحسن الاستعداد لذلك، فعملية الإقلاع عن التدخين ليست سهلة، وتحتاج إرادة وعزيمة وصبراً، قد تكون إحدى أكبر المشاكل التي قد تواجهك أثناء عملية إقلاعك عن التدخين هي المشكلة النفسية والعاطفية التابعة لانسحاب الكافيين، والحل هو الصبر وإعطاء نفسك مزيداً من الوقت، وتحدَ نفسك للتحكم بعواطفك وحياتك وصحتك، واجعل من كل دقيقة في رمضان فرصة مثالية للتغيير.
التعليقات