محمد حسني مبارك.. مسيرة حافلة من العمل العسكري والسياسي

بعد حياة حافلة في العمل العسكري والسياسي غيب الموت الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك الذي حكم مصر قرابة 3 عقود هي الأطول منذ ثورة 1952 وذلك عن عمر يناهز 92 عاما.

ولد مبارك في الرابع من مايو عام 1928 في قرية كفر المصيلحة بمحافظة المنوفية، وعقب انتهائه من تعليمه الثانوي التحق بالكلية الحربية وحصل على البكالوريوس في العلوم العسكرية عام 1948 ثم حصل على درجة البكالوريوس في العلوم الجوية عام 1950 من الكلية الجوية.

تدرج مبارك في سلم القيادة العسكرية وتلقى دراسات عليا في أكاديمية “فرونزا” العسكرية بالاتحاد السوفيتي كما عين في نوفمبر عام 1967 مديرا للكلية الجوية عقب نكسة يونيو، ثم عين رئيساً لأركان حرب القوات الجوية المصرية وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى تعيينه قائداً للقوات الجوية ونائبا لوزير الدفاع عام 1972.

 

اشترك مبارك في التخطيط لحرب أكتوبر عام 1973، وقاد الضربة الجوية التي مهدت طريق النصر لمصر على العدو الإسرائيلي، وعقب الحرب رقي إلى رتبة فريق.

وقع اختيار الرئيس الأسبق محمد أنور السادات على حسني مبارك ليعينه نائبا له عام 1975.

تولى مبارك رئاسة مصر عام 1981 عقب اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات في استفتاء شعبي، وتجددت ولاية مبارك، عبر الاستفتاء، 3 مرات أعوام 1987، و1993، و1999 ، حتى تم تعديل الدستور ليصبح أول رئيسا للجمهورية عبر الاقتراع الحر المباشر عام 2005.

وخلال سنوات حكمه الأولى أتمت إسرائيل انسحابها من أراضي سيناء عام 1982 تطبيقا لاتفاقية كامب ديفيد للسلام، وعندما أصرت إسرائيل على عدم عودة طابا إلى السيادة المصرية، خاض مبارك معركة قانونية وسياسية نجح على إثرها في عودة طابا إلى مصر ورفع العلم المصري عليها عام 1989.

كما نجح مبارك عام 1989 في إعادة عضوية مصر التي جُمدت في الجامعة العربية منذ اتفاقية كامب ديفيد مع اسرائيل وأعاد مقر الجامعة إلى القاهرة بعد عقد من انتقالها في تونس.

تمتع حسني مبارك بعلاقات قوية مع الدول العربية وكان له دور بارز في تحرير الكويت من الاحتلال العراقي عام 1991 والتي خاض بعدها مفاوضات مع الدول الأوربية والمؤسسات الدولية لإسقاط وتخفيض ديون مصر.

ساند السلطة الفلسطينية في مفاوضات السلام مع إسرائيل والتي توجت بتوقيع اتفاق أوسلو للسلام عام 1993وعاد على إثرها الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات إلى الضفة الغربية.

في فبراير 2005 دعا  حسني مبارك إلى تعديل المادة 76 من الدستور المصري والتي تنظم كيفية اختيار رئيس الجمهورية وجعلت منصب رئاسة الجمهورية بالانتخاب المباشر لأول مرة في مصر من قبل المواطنين وليس بالاستفتاء كما كان متبعا منذ عام 1952 .

أثارت سياسات مبارك الاقتصادية جدلا كبيرا خلال العقد الأخير من حكمه، وفجرت سياسات الخصصة وتراجع الحريات والجمود السياسيى غضبا كبيرا في أوساط الشارع المصري، وفي 25 يناير 2011 اندلعت ثورة شعبية تطالب برحيل مبارك واستمرت فعالياتها حتى أجبرته على التنحي في الحادي عشر من فبراير عام 2011.

 

شارك المقال وأخبر به أصدقائك الآن

الوسوم

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.

اقرأ أيضاً

القائمة