كل ما تريدي معرفته عن الرضاعة الطبيعية في شهر رمضان

خلال شهر رمضان، تتعدد التساؤلات التي تؤرق المسلمين في كل مكان، لتوخى الحيطة والحذر في هذا الشهر، حتى يكون الصيام مقبولاً، ودائماً ما يكون للمرأة الصائمة الجانب الأكبر من تلك التساؤلات، خاصة ما يتعلق بجانب الرضاعة الطبيعية فى نهار رمضان وتأثير صيامها على عملية الرضاعة من حيث الإنتاج والإدرار، وتأثيره على اللبن وجودته.. وهل سيضر الصيام بالطفل وبها؟، وكيف يمكن للأم تجنب أى أعراض أو مشاكل صحية إذا تزامن الصيام من الرضاعة.. كل هذا وغيرها من الأسئلة الشائعة التي تراود كل أم، سنجيب عنها بالتفصيل، في تلك السطور.

لقد جاء في السُّنَّة الشريفة، وآراء معظم علماء المسلمين أن الأم التي تقوم بالرضاعة الطبيعية لديها رخصة بعدم الصيام مثل حال المريض أو مَن على سفر، ويمكنهم التعويض بالصيام في وقت لاحق أو بدفع كفارة الصوم، والبعض الآخر يرى أنه يجب على الأم المرضعة أن تصوم ولا تضيع هذا الأجر.

لكن فى الحقيقة، عُـمر طفلك سيحسم هذا الجدل، إذا كان طفلك أقل من 6 أشهر ويعتمد على الرضاعة الطبيعية فقط، فيمكنكِ إفطار شهر رمضان من أجل توفير العناصر الغذائية اللازمة له، أما إذا كان طفلك يعتمد على أطعمة أخرى بجانب الرضاعة الطبيعية فيمكنكِ صيام الشهر مع الاستمرار فى الرضاعة.

ورصدت مجلة “عود”،بالتعاون مع د.إيمان محمود ناصف.. استشارى طب الأطفال وحديثى الولادة، للمرضعة هذه الإرشادات التى قد تعينها سواء فى شهر رمضان أو فى غيره من الأيام..

هل يؤثر الصوم على الرضاعة الطبيعية؟

تقول د. إيمان محمود ناصف: «إن الرضاعة الطبيعية خلال فترة الصوم لا تقلل على المدى القصير من إنتاج وإدرار حليب الأم، لكن الجفاف الشديد هو سبب التقليل من إنتاج الحليب. فقد تتعرَّض المرأة المرضعة لخطر الجفاف الشديد إذا لم تشرب السوائل الكافية بين الإفطار والسحور. يزداد خطر حدوث الجفاف إذا كنتِ امرأة عاملة أو إذا كنتِ تُجهدين نفسكِ فى الأعمال المنزلية وعزومات الإفطار وغيرها من النشاطات أثناء الصوم أو إذا كنتِ تتعرضين إلى الكثير من الإجهاد البدنى أو العاطفي».

 

هل يتأثر الطفل بسبب التغيرات فى حليب الثدى أثناء الصيام؟

من غير المرجح أن يتأثر طفلك. فالدراسات تفيد بأن وزن ومعدل نمو الطفل لا يتأثران بصيام الأم المرضعة. فالتغير الوحيد الذى يحدث فى لبن الأم هو تغير فى الدهون الموجودة فى حليب الثدي. ويقوم الجسم بتعويض الدهون من مخازن الدهون فى الجسم، كما أن الثدى يقوم بإنتاج دهون تفرَز مع لبن الأم.

 

هل يؤثر الصيام على صحة الأم المرضعة؟

يتعامل الجسم أثناء الرضاعة بشكل جيد مع الصيام، وقد أثبتت الدراسات أن المرضعات اللواتى يصمن يحتفظ جسمهن بنفس التوازن الكيميائى للمرضعات المفطرات. أما اذا شعرت المرأة بأعراض مرضية مثل الدوار، الجفاف، أو الإرهاق الشديد فيجب استشارة الطبيب، ويفضَّل عندها كسر الصيام.

 كيف يمكن للأم المرضعة تجنب أى مشاكل أثناء الصيام؟

لتجنب حدوث أى مشاكل لكِ أثناء الصيام يجب عليكِ التزام الآتي:

– خلال فترة الإفطار وقبل الإمساك تناولى كمية وافية من الماء.

– تتناول الأم أحد المشروبات التى قد تساعد على زيادة إدرار اللبن مثل مغلى بذور الحلبة أو الشعير أو منقوع بذور الشمر، وكذلك التلبينة النبوية.

– أن لا تقل كمية السوائل عن 8 أكواب من الماء وغيره من المشروبات عدا الشاى والقهوة.

– لا تملئى بطنكِ بالسوائل فقط، لأنه من المهم أن تحصلى على المواد الغذائية المتنوعة، وعلى السعرات الحرارية من الطعام.

– تجميع لبن الثدى باعتصاره يدوياً، خلال فترة الإفطار وحفظه فى الثلاجة مبرداً؛ لإعطائه للطفل بالفنجان أثناء النهار، كما يمكن البدء فى ذلك من أواخر شهر شعبان ثم حفظ اللبن مجمداً.

– قبل إعطاء اللبن المبرد أو المجمد للطفل تتم تدفئته بوضع عبوة اللبن المغلقة تحت الماء الجارى أو بوضعها فى وعاء ماء دافئ دون أن تغمر فيه.

نصائح ذهبية حول وجبتى السحور والإفطار

  السحور:

– احرصى على تناول وجبة السحور، فهذه الوجبة هامة جداً للأم المرضعة.

– اتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فى تأخير وجبة السحور، والأفضل تأخيرها إلى ما قبل الإمساك.

– ينصح بأن تكون الوجبة متنوعة من حيث المكونات الغذائية بحيث تشمل:

– الأطعمة الغنية بالبروتين والكالسيوم، مثل: الحليب، الألبان، الأجبان، والبيض.

– مجموعة النشويات التى تمد الجسم بالطاقة لفترة ممتدة، مثل: الخبز، البطاطا، القمح بأشكاله (الحب الكامل، الجريش، الفريك، البرغل، الشوفان، الأرز والمكرونة).

– من الأفضل عدم تناول الكثير من الأغذية الغنية بالملح، مثل المخللات والجبن المالح والمكسرات المملحة؛ لأنها تشعرك بالعطش خلال النهار.

– عدم الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالسكر، لأنها تزيد من العطش خلال النهار.

– تجنب الإكثار من القهوة والشاى، حيث إنهما من المشروبات المدرة للبول، فيفقد الجسم كمية إضافية من السوائل.

الإفطار:

– تعجيل الإفطار والبدء بالتمر مع الماء أو اللبن.

– تناول عدة وجبات صغيرة بين وجبتى الفطور والسحور.

-التنويع بكميات متوازنة بحيث تشمل الوجبات جميع المجموعات الغذائية.

– تناول الخضروات والفواكة متنوعة الألوان.

-شرب كمية وافية من السوائل المختلفة وأهمها الماء.

 متى ينصح باتباع الرخصة لصيام الشهر الكريم؟

– إذا كان عمر الرضيع أقل من ستة أشهر ويعتمد فى تغذيته كلياً على الرضاعة الطبيعية.

– إذا كانت الأم المرضعة تعانى من أى مرض أو حالة طبية معينة كالسكرى.

– إذا لاحظت الأم قلة كمية اللبن وعدم اكتفاء رضيعها، مما يؤثر على نمو الرضيع.

– إذا خافت المرضعة على نفسها أو على رضيعها من الصيام لأى سبب آخر، فالأمر يختلف من أم إلى أخرى، وليست القاعدة ثابتة.

ونتمنى، لكل أم تراعى الله فى تربية أطفالها لبناء جيل جديد متميز وواعٍ، صوماً مقبولاً، وصحة جيدة لها ولأطفالها.

 

 

 

 

شارك المقال وأخبر به أصدقائك الآن

الوسوم

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.

اقرأ أيضاً

القائمة