من رحم الألم.. ريم يحيى ماجستير في الاجتماع الإعلامي بامتياز

ريم يحيى

ريم يحيى، هى من نبحث عنها، بل هي تميمة مجلتنا وأيقونتها

ريم يحيى

التي نفخر بوجودها معنا لنقدمها نموذجًا مشرفًا، لفئة قد يراها البعض أقل من أقرانها، أو لا يراها أصلًا، ليس لشيء سوى أنها من ذوي الاحتياجات الخاصة، لكن ريم أثبتت بكل قوة، أن الفرق الوحيد بين البشر، هو ما يبدو بين إنسان يتحلى بالإرادة لتغيير واقعه، وإنسان يستسلم لواقع قد يستطيع تغييره للأفضل لكنه لا يريد أن يتعب نفسه ويبذل مجهودًا لتحسين حالته وإفادة المجتمع،

وهو ما أثبتته ريم بتفوقها علميًّا، وحصولها على أعلى الدرجات العلمية، فلم يعقها مرضها وما تعانيه من شلل دماغي، بل انتصرت على الإعاقة لتكتب قصة نجاح من رحم المعاناة، وتحصل على ماجستير في الاجتماع الإعلامي بتقدير امتياز.

عملت ريم معدة في بعض البرامج، كما أنها تقدم برامج على «فيسبوك» و«يوتيوب»، منها برنامج بعنوان «علامة استفهام»، الذي تقدمه عبر صفحتها على «فيسبوك»، كما قدمت حلقة على الـ«يوتيوب»، حملت عنوان «يا سيادة الرئيس يا أيها المجتمع.. ليه؟»، والتي حققت مليوني متابعة.

في إحدى حلقات «علامة استفهام» تطرح قضيتها وقضية الملايين من أصحاب الهمم للمناقشة، وتتخذ من نفسها مثالًا للبحث، تتساءل ريم: لماذا لا نرضى بالأشياء القدرية التي لا يد لنا فيها، مثل المرض، وتشبِّه مَن يعترض على قضاء الله بمَن «يخبط رأسه بالحيط»، فهذا شيء قدري ليس لأحد يد فيه، وتضرب مثالًا بنفسها، وما بها من مرض، ترى أنه لا علاج له، لكنها في ذات الوقت تعيش حالة من التصالح مع نفسها حتى لا تترك فرصة يتسلل من خلالها اليأس إليها ويؤثر فيها.

وتضيف ريم، أن حالة الرضا التي تشعر بها هي التي تبقي عليها حتى الآن، وإلا لرفضت الحياة وحبست نفسها بين أربعة جدران، لكنها تؤكد أنها لا تشعر بأنها مريضة، وتعرف كيف تستمتع بحياتها، وتباشر حياتها بشكل عادي فتتعلم وتعمل، ولو قدر لها الزواج فلن تقصِّر مع زوجها وأولادها.

تقول ريم: «أنا راضية عن وضعي كما خلقني الله، ومتقبلة كل شيء، قد أشعر بعض الأحيان بالضعف لكني أقوي نفسي بنفسي، وأتذكر أنها إرادة الله فأستعيد قوتي مرة ثانية».

ريم دائمًا تعيش حالة من التلاحم مع المجتمع ولا تعتبر نفسها تعيش بمعزل عنه، فصفحتها على «فيسبوك» تزخر بالعديد من الفيديوهات، التي تناقش قضايا تخص تلك الفئة التي تعتبر نفسها خير مَن يتحدث بلسانهم، ففي أحد الفيديوهات تتعرض ريم لمشكلة المواصلات، وما تمثله من عبء مادي ومعنوي على ذوي الاحتياجات الخاصة، فتقول: «تحدثت كثيرًا عن غلاء أسعاء المواصلات، فمنذ شهر رمضان وأنا أتحدث عن تلك المشكلة، ومؤخرًا ارتفع سعر البنزين فزادت أسعار المواصلات أكثر وأكثر، ونحن كذوي احتياجات خاصة لا نتمتع بمواصلات عامة مجهزة، فالمواصلات العامة غير مجهزة لنا. حتى الشوارع غير مجهزة لنا للمشي فيها، فغير ذوي الاحتياجات الخاصة يعانون منها، فما بالكم بنا؟!، فنحن لا نستطيع صعود الميكروباص أو السلالم العالية، أو عبور الشارع، فليس لدينا إلا الشركات الخاصة في المواصلات، التي لا تراعي إلا الربح والمكسب لها فقط، وناشدنا المسؤولين كثيرًا دون جدوى».

وتطالب ريم بدعمها من خلال حملة إلكتروية لمخاطبة المسؤولين، ومطالبتهم بحق أصيل من حقوق ذوي الاحتياجات في مصر والعالم العربي، متمثل في مواصلات آمنة وبتكلفة مناسبة.

وترى أنه من الظلم إهدار كل الراتب على المواصلات، متسائلة: «كيف يستطيع الفرد منا تحمل مصاريفه الشخصية ومصاريف بيته وأسرته في ظل ارتفاع أسعار المواصلات التي يمكن أن نستقلها، فهل نعمل لنستفيد ماديًّا من عملنا أم لتستفيد الشركات الخاصة التي لا تراعي احتياجاتنا، وإلا فسيكون الجلوس في بيوتنا هو المصير المحتوم لنا، حتى نصير عالة على المجتمع ولا فائدة منا!».

وفي نهاية الفيديو تناشد ريم كل مسؤول سواء في القطاع العام أو الخاص توفير مواصلات آمنة وبتكلفة مناسبة لهم؛ تخفيفًا عليهم من معاناة استقلال المواصلات العامة غير المجهزة.

ريم تؤكد أنها ضد التصنيف، فالإنسان ذو الاحتياجات الخاصة مثل أى إنسان آخر، ولديه إمكانيات قد يتفوق بها ويكون أكثر نجاحًا من غيره، لكن المشكلة أن مرضه ظاهري، في مجتمع يصنفهم ويجعل منهم «فئة» مختلفة، لكن بطلتنا ما زالت تعيش بالأمل وتصدره لكل من تستطيع تصديره له، فهي بحق «فراشة أمل»، تطير لتنشر قيم الأمل والتفاؤل والصبر والجَلد والقدرة على التحمل والعزيمة والتحدي والكفاح والنضال من أجل هدف سامٍ تؤمن به بما تملكه من تصالح نفسي داخلي، ووعى بقيمة الإنسان وقدرته على التغيير طالما توفر لديه الإيمان بالله وبذاته، ثم الإرادة.

وهو جعلها موضع اهتمام الدولة المصرية لدعوتها من قبل منتدى شباب العالم الذي شهدته مدينة شرم الشيخ نوفمبر 2018، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، باعتبارها نموذجًا إيجابيًّا يستحق الإشارة له والتكريم والاقتداء به.

شارك المقال وأخبر به أصدقائك الآن

الوسوم

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.

اقرأ أيضاً

القائمة