تعد عملية التقدّم لكليات الطب بالنسبة للكثير من الطلاب عملية صعبة بعض الشيء، ولكن الصعوبة الحقيقة غالباً ما تكمن في مرحلة الالتحاق بهذه الكليات وبدء رحلة دراسة الطب، إذ يبدأ الطلاب خلالها بالتعمق أكثر بالمناهج الدراسية وفصول التدريب العملية. ولهذا السبب، من الضروري جداً أن تكون كليات الطب التي تسعى لتوفير تعليم طبي مميز أن تكون مُجهّزة بالموارد اللازمة والأساليب المناسبة لمساعدة الطلاب على بدء رحلتهم الدراسية والتأقلم في بيئتهم الجديدة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالطلاب الذين يسعون لدراسة الطب في جامعات خارج أوطانهم.
وبمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، تُسلّط كلية الطب بجامعة سانت جورج في غرينادا، الضوء على أهمية وجود نظام متكامل لدعم الطلاب في كليات الطب، ودوره الكبير في ضمان تمتّع الطلاب بالصحة النفسية اللازمة لتحقيقهم النجاح المتواصل خلال مسيرتهم في دراسة الطب.
دعم طلاب الطب: عنصر حاسم للنجاح
يشير تقرير صادر عن المعهد الوطني للصحة إلى أن مشاعر عدم الكفاءة والقلق والعزلة الاجتماعية التي تراود طلاب الطب، يمكن أن تؤثر بشكل كبير عليهم ولن يكون جميعهم متأهبين للتغلب على هذه التحديات دون تقديم الدعم المناسب لهم. وقد خلُصت نتائج الدراسة إلى أن نصف الطلاب الذين لم ينهوا مسيرتهم في دراسة الطب، كانوا قد تركوا البرنامج الدراسي الذي التحقوا به من السنة الأولى، ولهذا السبب من المهم للغاية تواصل طلاب كليات الطب مع نظام دعم مناسب في وقت مبكر من رحلتهم في دراسة الطب.
نظراً لتعدد الطرق التي تُقدّم من خلالها كليات الطب الدعم لطلابها، فإنه من المفيد جداً بالنسبة للطلاب إجراء مقارنة لخدمات الدعم المُقدّمة من قبل كليات الطب التي ينوون الالتحاق بإحداها لدراسة الطب. وفي هذا الخصوص، هناك عنصران أساسيان يميزان أنظمة دعم الطلاب لكليات الطب، والتي يجب على الطلاب مراعاتهما عند اختيار كلية الطب، وهما الدعم المؤسسي والدعم المُقدّم من قبل زملاء الدراسة.
الدعم المؤسسي لطلاب كليات الطب
يجب على كليات الطب أن تضع في عين الاعتبار أهمية الدعم الذي يحتاجه طلابها وخاصة في المراحل الأولى من رحلة دراستهم الجامعية. وعلى الجانب الآخر، فإن من أبرز النصائح التي يجب على طلاب كليات الطب مراعاتها هي عدم التردد أبداً في طلب المساعدة، إذ يمكنهم دوماً الاعتماد على مستشاريهم الأكاديميين وأعضاء هيئة التدريس للحصول على التوجيه اللازم، كما يمكنهم أيضاً الاستفادة من مجموعة خدمات دعم الطلاب التي تُقدّمها كليتهم.
وبما أن تفاصيل الخدمات المُقدمة في هذا الموضوع قد تختلف من كلية إلى أُخرى، ينبغي على طلاب الطب تحديد الخدمات التي يرونها ذات أولوية بالنسبة لهم والتأكد من أن برامج دعم الطلاب في الكليات التي يسعون للالتحاق بها توفر الموارد التي سيحتاجون إليها. فعلى سبيل المثال، يتمتع طلاب الطب بجامعة سانت جورج في غرينادا بإمكانية الوصول إلى مجموعة متميزة من خدمات دعم الطلاب، ومن ضمنها الخدمات الصحية والنفسية، والإرشاد الأكاديمي وغير الأكاديمي، والتوجيه المهني، وخدمات تطوير الطلاب، والتدريب المتخصص، والخدمات اللغوية، وغير ذلك.
كما يستضيف أعضاء هيئة التدريس في جامعة سانت جورج عادةً مجموعات صغيرة تركز على موضوعات محددة لمساعدة الطلاب على فهم موادهم الأكاديمية بشكل أفضل، والتي يمكن أن تتم على شكل جلسات أسئلة وأجوبة، أو جلسات في مختبرات التشريح، أو جلسات عملية بحضور مرضى بمعايير محددة، وغير ذلك.
الدعم المُقدم من زملاء الدراسة في كلية الطب
قد يظن الكثير أن البيئة الداخلية لكليات الطب يسودها التنافسية بين مختلف الطلاب، ولكن الكثير من الأطباء يولون فضلاً كبيراً لزملائهم السابقين في الدراسة الذين قدموا لهم الدعم المناسب خلال مسيرتهم الدراسية. لذلك، تُسهّل بعض كليات الطب أكثر من غيرها توفير الفرص للطلاب للتواصل مع بعضهم والتعلّم من زملائهم في البرنامج الدراسي نفسه.
وفي كلية الطب بجامعة سانت جورج على سبيل المثال، تُقام أكثر من 100 مجموعة تعلّم بين زملاء الدراسة كل أسبوع والتي يقود فيها الطلاب من الفصول المتقدمة مراجعات جماعية حول مجموعة من المواضيع المختلفة، إلى جانب تَوفّر العديد من الخيارات الأُخرى للتعليم الفردي بين الزملاء والحصول على استشارات من زملاء الدراسة الآخرين. ويمكن لبرامج الدعم المُقدّم من الزملاء أن تقطع شوطاً طويلاً ليس فقط في مساعدة الطلاب على فهم المنهاج الدراسي فحسب، وإنما في توفير شعور الانتماء لشتى الطلاب، الأمر الذي يؤدي إلى إنشاء الروابط التي تساعدهم على الاستمرار بمسيرتهم الدراسية.
في الختام، تعد الصحة الذهنية جانباً مهماً وأساسياً من الرحلة التعليمية لكل طالب، إذ أنه حتى الطلاب الذين يتمتعون بتحصيل علمي وأكاديمي مميز سيواجهون تحديات مختلفة وعديدة إذا لم يتمكنوا من الوصول إلى نظام الدعم المناسب خلال مسيرتهم في دراسة الطب.
التعليقات