إن ظهور الأمراض بصفة عامة مرتبط بعادات وتصرفات الناس وطرق عيشهم، ولكن يظل فصل الصيف أكثر ارتباطاً بالأمراض من أى فصل آخر، حيث يرتبط الصيف بفكرة الأمراض الموسمية، والتى يظهر تأثيرها واضحاً بسبب درجات الحرارة المرتفعة، ومن الضرورى الاستعداد لتلك الأمراض انطلاقاً من شعار «الوقاية خير من العلاج»، ورغم تعدد أمراض الصيف، فإننا سوف نلقى الضوء على أكثر تلك الأمراض انتشاراً وخطورة، ويبقى الأطفال أكثر عرضة لتلك الأمراض؛ نظراً لأن قدرة التحمل لديهم أقل من قدرة تحتمل الكبار، وجهاز المناعة لدى الصغار أقل نضجاً من نظيره لدى الكبار، لذا يجب على كل أم أن تهتم بصحة أطفالها، خاصة فى فترة الصيف لتحميهم من تلك الأمراض، حسب ما ينصح الدكتور حسام الدين قدري.. استشـارى طـب الأطفـال حديثـى الـوالدة، ورئيـس قسـم الأطفـال
بمستشــفى التأمــن الصحــى مبدينــة نصــر، الــذي يحدثنــا عن عــن أكثــر أمــراض الصيــف انتشــاراً وكيفيــة الوقايــة منهــا ومعالجتهــا، حيــث يقــول:
التسمم الغذائى
عادة ما يحدث عند ترك الطعام لفترة طويلة فى جو ساخن، حيث يجذب الميكروبات، وعندما يقوم الطفل بتناوله فحتماً يؤدى ذلك إلى التسمم الغذائى، الذى تتعدد أعراضه، ومنها الإسهال والقيء وآلالم المعدة وارتفاع درجة الحرارة، وتعد تلك المشكلة الأكثر شيوعاً فى الصيف؛ وذلك لارتفاع الرطوبة فى الجو وتكوين بيئة رطبة؛ مما يسهل من عملية تكاثر الميكروبات، لذا يجب دائماً التحقق من درجة حرارة الطعام والاحتفاظ به فى الثلاجة حتى يظل طازجاً، وكذلك الاهتمام بغسل اليدين والاهتمام بغسل الخضراوات الفاكهة.
النزلات المعوية
ويتعرض البعض للنزلات المعوية؛ بسبب تغير المناخ وارتفاع وانخفاض درجات الحرارة، بما يؤثر بدوره على الجهاز الهضمى ويساعد على انتشار الميكروبات بصفة عامة والفيروسات بصفة خاصة، التى تنتقل للأطفال بسبب تلوث الأطعمة أو عن طريق العدوى وتسبب الإسهال، وعليه ينصح بعدم الإسراع فى تناول المضادات الحيوية، التى ينتشر استخدامها دون سبب واضح، ولكن يجب استشارة الطبيب المتخصص فور معرفة وتشخيص الحالة، وعمل التحاليل اللازمة، وفى حال تبين وجود نزلة معوية يجب استخدام السوائل بكثرة واتباع التعليمات الخاصة باستخدام المضاد الحيوى المناسب.
ضربة الشمس
عادة ما يحدث ذلك بسبب التعرض المباشر للشمس الشديدة ولمدة طويلة؛ مما يؤثر على درجة حرارة الجسم الداخلية والخارجية مع فقدان كمية كبيرة من السوائل؛ فيصعب تكيف الجسم مع درجات الحرارة العالية، مما يعرض الشخص للدوخة وإصابته بالإغماء، وسرعة النبض وجفاف الجلد، لذلك فمن
المهم للغاية عدم التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة،وتناول السوائل بكثرة.
التهابات العين
تحدث بسبب تكاثر الذباب والغبار والازدحام الذى يساعد على نقل الميكروبات، ويؤدى إلى إفرازات العين واحمرارها ووجود حكة، لذا يجب الاهتمام بالنظافة قدر المستطاع للعينين واليدين والابتعاد عن الزحام والأتربة.
الإكزيما والطفح الجلدى
هى من الأعراض الشائعة خلال فصل الصيف بين الأطفال؛ بسبب حرارة الصيف، لذلك يجب الحرص على عدم الخروج فى الشمس، خاصة فى الفترة من الساعة 11 صباحاً حتى 4 عصراً، ويحدث ذلك بسبب الرطوبة بالجو وعدم تبخر العرق.
أمراض الجلد وأبرزها
الأمراض الفطرية، التى يساعد على تكاثرها الطقس شديد الحرارة وعدم التهوية.
التهاب الغدد العرقية؛ وذلك بسبب ازدياد إفراز العرق، وتظهر على شكل دمامل صغيرة بالوجه والرقبة.
زيادة الحساسية للضوء، وتظهر على شكل احمرار بالجلد وحكة.
كما نصح قدرى بنصائح عامة للوقاية من أمراض الصيف.
أبرزهــا:
• تفادى تعرض الأطفال لأشعة الشمس خلال فصل الصيف بقدر المستطاع، خاصة من الساعة 11صباحًا حتى الرابعة عصرًا، مع مراعاة تغطية الرأس.
• التخزين الجيد للطعام وعدم تناول مأكولات أو مشروبات غير مخزنة بشكل صحى، مع الاهتمام بقراءة تاريخي الإنتاج والصلاحية المكتوبيْن على العبوات.
• عدم فرك العين باليد الملوثة أو السباحة فى حمامات سباحة غير صحية. فى حالة حدوث نزلات معوية.
• الاهتمام بزيارة الطبيب فورًا خاصة اللطفال الذين تقل أعمارهم عن عامن، حيث إن الأمراض فى تلك الفترة العمرية إن أُهملت ولم يتم التعامل معها بالشكل المناسب تؤدى إلى عواقب وخيمة قد تنتهى بالوفاة، لا قدر الله.
• الاهتمام بالرضاعة الطبيعية، خاصة فى الفترات الأولى من عمر الطفل لأنها تشكل عاملًا وقائيًّا.
• الحرص على تعقيم الزجاجة للرضاعة وغسل اليدين قبل تحضر الرضعات للأطفال.
• حسن اختيار المحلات التى نشترى منها الأطعمة.
• عدم إلقاء الفضلات والمخلفات أمام المساكن، ووضعها فى أكياس مغطاة.
• استخدام الواقى الشمسى فى حالة التعرض للشمس لفترات طويلة.
التعليقات