سلطت الجلسة الثانية من فعاليات قمة المرأة المصرية 2023، التي افتتحتها، اليوم الأحد، الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، والدكتورة مايا مرسي، رئيس المجلس القومي للمرأة رافعة شعار (تمكين المرأة.. قوة مصر ومستقبلها)، والمقامة تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي.. الضوء على توضيح ورسم خارطة طريق قيادة أو صنع المرأة للعلامات التجارية الناجحة التي يمكنها المساهمة في تحقيق أهداف الدولة في زيادة الصادرات.
وضمت الجلسة التي ركزت على أهمية نقل الخبرات العملية والتجارب الحياتية إلى الأجيال الجديدة من الفتيات، كلا من عزة فهمي، مصممة مجوهرات ورئيس مجلس إدارة شركة حلي مصر، والمهندسة عبير لهيطة، العضو المنتدب لشركة إيجيترانس، ونادين عبدالغفار، مؤسسة شركة أرت دي إيجيبت، وأدرتها سارة حسني، العضو المنتدب لشركة البركة كابيتال.
في البداية أعربت عزة فهمي، مصممة مجوهرات ورئيسة مجلس إدارة شركة «حُلي مصر»، اليوم الأحد، عن سعادتها بحضورها قمة المرأة المصرية، مؤكدة أن نجاح العلامة التجارية الخاصة بها جاء نتاج تعاون فريق كامل، وليس مجهودا فرديا، إضافة إلى الإصرار على تصنيع منتج قوي قادر على المنافسة ليصبح علامة تجارية بارزة على المستويين المحلي والدولي.
وأكدت “فهمي”، في كلمتها خلال النسخة الثانية من قمة المرأة المصرية، في جلسة بعنوان “طريق المرأة لصناعة أو قيادة علامة تجارية”، أنها كأم ورئيسة شركة لم تكن لديها الرفاهية للتوقف عن العمل، لكنها حرصت على الموازنة بين أسرتها ونجاحها على المستوى الوظيفي، مشيرة إلى أن نجاح أي مشروع يأتي من شغف القائمين عليه.
كما تحدثت فهمي عن بداية علامتها التجارية منذ ٢٠ عاما برأسمال لا يتخطى ثلاثة جنيهات، وباستخدام مواد متواضعة مكونة من النحاس، مشيرة إلى أن التطور في استخدام مواد ذات جودة عالية جاء عبر مثابرتها وشغفها للصناعة وحرصها على تطوير منتج فاخر.
وأكدت أن البداية لأي مشروع ناجح لا تأتي من الرغبة في إطلاق علامة تجارية، بل تنبع من التصميم على صناعة منتج مميز ومتفرد قادر على المنافسة دوليا، في ظل المنافسة القوية بالأسواق الأخرى، مشيرة إلى أن وجود منتج مصري متميز يدعم أهداف الدولة لزيادة صادراتها.
وفي سياق آخر، قالت فهمي إن المصممين في مصر يواجهون عقبة عند إطلاق مشاريع جديدة ترجع لنقص الحرفيين، مضيفة أنها قررت إقامة ورش تدريبية للحرفيين لتدعيم صناعة الحلي وتطويرها.
وشددت عزة فهمي على ضرورة تغيير المفاهيم لدى المجتمع، خاصة الرجال بشأن إتاحة الفرص للسيدات لمواصلة التواجد بسوق العمل بعد الزواج، مشيرة أن وجود قوانين تكفل الفرصة للسيدات للتواجد في سوق العمل أمر ضروري، إلا أن العمل على زيادة الوعي لدى الرجال هو الأساس.
جدير بالذكر، أن عزة فهمي حازت جائزة «الملهمات» التي أطلقها القمة اليوم نظرًا للعمل المتفاني الذي تقوم به داخل المجتمع، وتهدف الجائزة لإلهام الجيل القادم من الفتيات من خلال منحهن طريقًا بديلاً للنجاح وتحقيق الذات.
من ناحيتها، قالت المهندسة عبير لهيطة، العضو المنتدب لـ”إيجيترانس”، إن العنصر النسائي يشكل نحو 33% على مستوى مجلس الإدارة في الشركة.
وأضافت لهيطة، أثناء مشاركتها في القمة، أن السيدات يمثلن نحو ٢٥٪ من الوظائف القيادية بالشركة بالمقارنة بنسبة ١٠٪ على مستوى مجال النقل.
وأشارت إلى ضرورة زيادة نسب مشاركة المرأة في مجالات النقل واللوجيستيات بمرور الوقت، موضحة أن هناك أولويات يجب تحقيقها لضمان النجاح في مجالات العمل بالمجتمع ومنها النقل والشحن واللوجيستيات.
وأكدت أن إنشاء علامة تجارية يحتاج إلى دراسة حاجة السوق أولا بشكل جيد لضمان الوصول إلى علامة ذات ثقة وجودة كبيرتين، مشددة على حتمية توافر المرونة في خطط الشركات وفق احتياجات السوق، وكذلك دراسة التجارب المشابهة لضمان تحقيق النجاح.
فيما أكدت نادين عبدالغفار مؤسسة شركة أرت دي إيجيبت، أهمية التعاون والتكامل بين فريق العمل من أجل تعظيم وتعزيز قيمة العلامات التجارية للشركات المحلية .
ودعت في مشاركتها بالقمة إلى ضرورة الربط بين السياحة والثقافة بجانب الحضارة والفن المعاصر.
ولفتت عبدالغفار إلى أنه نظرا لأهمية التراث الحضاري والثقافي تتم إقامة معرض «الأبد إلى الآن»، في منطقة هضبة الأهرامات، والذي يُقام تحت رعاية وزارتي السياحة والآثار والخارجية واللجنة الوطنية المصرية لمنظمة اليونسكو، وهيئة تنشيط السياحة.
وأضافت أنه تمت إقامة معرض فني في العلمين مؤخرا، مشيرة إلى أن الفن يعد رسالة مهمة، وقام العديد من الفنانين بالذهاب إلى المصانع لاختيار الأشياء غير المستخدمة وإعادة تدويرها، لافتة إلى اختيار 6 أعمال للمشاركة في مؤتمر المناخ الماضي.
وشارك خلال فعاليات القمة التي ينظمها منتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيرا بالشراكة مع المجلس القومي للمرأة ومجلة أموال الغد، عشرات من الشخصيات النسائية الرائدة في العديد من المجالات الحياتية، قصص نجاحهن الملهمة وحكايتهن المبهرة التي سطرت مسيرة مهنية غير تقليدية، تجاوزت مجرد الاعتراف والإشادة بها، إلى ضرورة تسطيرها للعالم الواقعي في تجربة يجب مشاركتها والوقوف أمام تفاصيلها خاصة في ظل تحديات عالمية ومحلية تحتاج إلى الإلهام والأمل وخلق الفرص.
كما شهد المؤتمر مشاركة واسعة النطاق، من جانب عدد كبير من السادة الوزراء والمسؤولين وصانعي السياسات، وكبار القيادات التنفيذية للشركات والمؤسسات، إلى جانب مشاركة أكثر من 300 قيادة نسائية يمثلن قطاعات مهنية عديدة كالقطاعات المالية والاقتصادية وأيضا الرياضية والفنية والثقافية والتعليمية والاعلامية وريادة الأعمال، وغيرها من التخصصات المهنية التي برعت فيها المرأة، بالإضافة إلى عدد من طلبة الجامعات المصرية من محافظات الجمهورية كافة.
التعليقات