قالت الدكتورة مايا مرسي رئيس المجلس القومى للمرأة فى كلمتها أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية أثناء الاحتفال بيوم المرأة المصرية..
كلُّ عامٍ وكلُّ امرأةٍ مصريةٍ على أرضِ الوطنِ وخارجِهِ بخيرٍ..
كلُّ عامٍ وكلُّ امرأةٍ مصريةٍ وطنُهَا ودستورُها والإرادةُ السياسيةُ لرئيسِها تُؤمِّنُ لها كافةَ الحقوقِ الاجتماعيةِ والاقتصاديةِ والسياسيةِ والقانونيةِ ..
كلُّ عامٍ وكلُّ امرأةٍ مصريةٍ تَقِفُ بكلِّ فخرٍ أمامَ العالمِ وتؤكدُ أنَّ الـمـُـدافعَ عنها والمساندَ الأوَّلَ لها إيماناً واقتناعاً بأن تمكينَ المرأةِ حقٌّ أساسىٌّ من حقوقِ الإنسانِ هو “رئيسُ الجمهوريةِ”.. ..
وإلى نص الكلمة
الحضورُ الكريمُ
منذُ إنشاءِ المجلسِ القوميِّ للمرأةِ وَهُوَ الظهرُ والسندُ للمرأةِ المصريةِ .. واعتمدَ طوالَ فترةِ عملِهِ ولمدةِ عشرين عامًا تمثالَ نهضةِ مصرَ وخَلْفُهُ الشمسُ كرمزٍ رسميٍّ لَهُ .. للتعبيرِ عن تطلُّعاتِ المرأةِ وآمَالـَهــَا فى مستقبلٍ مشرقٍ يشهد تقديراً لجهودِها، ويحققُ أحلامَهَا.
وفى ظلِّ ما تشهدُهُ المرأةُ حالياً من نجاحاتٍ ومكتسباتٍ .. تمَّ إعادةُ تصميمِ رمزِ المجلسِ ليُعَبِّـرَ عنِ العصرِ الذهبىِّ للمرأةِ المصريةِ الذى آمَنَ بحقُوقِها .. وأمَّنَ لها التقدمَ والتمكينَ والقوةَ والازدهارَ.
السيداتُ والسادة
وصلَ عددُ المستفيداتِ من خدماتِ المجلسِ إلى ما يقْرُبُ من 29 مليونَ مستفيدةِ بجميعِ المحافظاتِ في عام 2020.. ولم يكُنْ ذلكَ ليتَحَقَّقَ دونَ جهودِ فرقِ عملِ قويةٍ عملتْ في ظروفٍ استثنائيةٍ بسببِ تفشي جائحةِ كورونا.. تمثلتْ فرقُ العملِ في عضواتِ وأعضاءِ المجلسِ ..مقرراتِ وعضواتِ الفروعِ في 27 محافظةً لتغطي كافةَ ربوعِ مصرَ… اللجانِ الفنيةِ ومنتدي المجتمعِ الأهليِّ …الأمانةِ العامةِ .. المتطوعين والمتطوعاتِ والرائداتِ من القياداتِ الشعبيةِ والواعظاتِ والراهباتِ.
وبفضلِ تلكَ الجهودِ أيضاً نجحِ المجلسُ خلالَ خمسةِ أعوامٍ فى طَرْقِ 35 مليونَ بابٍ لتوعيةِ المرأةِ في جميعِ المحافظاتِ..
أتقدَّمُ لهم جميعاً اليومَ أمامَ سيادَتِكُمْ بخالصِ الشكرِ والتقديرِ
سيادةَ الرئيسِ
نفخرُ بأنْ يكونَ معنا اليومَ بالقاعةِ أكثرُ من 200 نائبةٍ بمجلسى الشيوخِ والنوابِ.. وبهذا العددِ يرتفعُ ترتيبُ مصرَ في نسبةِ تمثيلِ المرأةِ بالمجالسِ النيابيةِ بينَ دولِ العالمِ إلى المركزِ 66 بعدَ أنْ كانَ ترتيبُنا فى المركزَ 135.
وجاءتِ الخطوةُ التاريخيةُ التى أسْعَدَتْ قلوبَ نساءَ مصرَ.. بعدَ 72 عامًا منَ النضالِ لتصلَ المرأةُ إلى مجلسِ الدولةِ والنيابةِ العامةِ.
حقاً .. إنه عصرٌ ذهبىٌّ يمهِّدُ الطريقَ ويصْهَرُ الحواجزَ الحديديةَ أمامَ المرأةِ المصريةِ..
الحضورُ الكريمُ
شهدَ عامُ 2020 إقرارَ قوانينَ، وإدخالَ تعديلاتٍ لتحقيقِ: التمكينِ، والحمايةِ، والمساواةِ الكاملةِ للمرأةِ.
ويأتي ذلكَ تأكيداً لنهجِ القيادةِ السياسيةِ العادلةِ والمنصفةِ .. والتى عبَّرتْ عنها المقولةُ التاريخيةُ للسيدِ رئيسِ الجمهورية “لنْ أُوَقِّعَ على قانونٍ لا يُنصِفُ المرأةَ المصريةَ”.
نحنُ نحلمُ دونَ حواجزَ .. نعملُ دونَ كللٍ .. لِثقتِنا التى ليسَ لها حدودٌ فى رئيسٍ وقائدٍ عظيمٍ يقودُ سفينةَ الوطنِ إلى برِّ الأمانِ ويُشْعِرُنا جميعًا بالفخرِ بأننا مصرياتٌ.. ويقدرُ المرأةَ ويُمَكِّنُهَا ويضعُ قضاياها فى قلبهِ وعقلهِ.
السيداتُ والسادة
فى إطارِ القضاءِ علي الممارساتِ الضارةِ، قد أثمرتْ جهودُ اللجنةِ الوطنيةِ للقضاءِ على ختانِ الإناثِ عن تحقيقِ 74 مليون اتصالٍ توعوىٍّ…
وفي إطارِ الحمايةِ منَ العنفِ ضدَّ المرأةِ تمَّ إطلاقُ حزمةِ الخدماتِ الأساسيةِ للنساءِ المعرضاتِ للعنفِ .. وإنشاءُ ثلاثٍ وعشرين وحدةً لمكافحةِ التحرشِ بالجامعاتِ ..وثلاثِ وحداتِ استجابةٍ طبيةٍ بالمستشفياتٍ الجامعيةِ.
كما عملَ المجلسُ علي العديدِ منْ مبادراتِ التمكينِ الاقتصاديِّ (المشغلِ والمطبخِ والسوقِ والتدريبِ التكنولوجيِّ والتدريبِ علي الحرفِ التراثيةِ) لتوفيرِ فرصِ عملٍ للمرأةِ..
الحضورُ الكريمُ
بعدما أخذتِ الدولةُ المصريةُ علي عاتِقِها تطويرَ ملفِّ العشوائياتِ وحقَّ الإِنسانِ في السكنِ اللائقِ للحصولِ علي بيتٍ آمنٍ ومجتمعٍ ينتمي إليهِ ويعيشُ فيه بكرامةٍ، ويكونُ نواةً لتكوينِ وإعدادِ أسرةٍ مصريةٍ تحلمُ بمستقبلٍ أفضلَ، تَوَجَّبَ علينا كمجلسٍ العملُ علي تطويرِ الخصائصِ السكانيةِ بالأحياءِ السكنيةِ الجديدةِ.. وإصدارُ شهاداتِ أمانٍ للتأمينِ علي الحياةِ.. وإنشاءُ مراكزَ لتنميةِ المهاراتِ ..وفصول تعليم فني ..ومعسكراتٍ للترابطِ الأسريِّ.
وعلي جانبٍ آخرَ تناولنا شريحةً أخرى من المجتمعِ ، عقدَ المجلسُ شراكاتٍ دوليةً مثمرةً لأول مرة مع منصاتِ التواصلِ الاجتماعىِّ (فيس بوك وانستجرام) للتوعيةِ بجرائمِ العنفِ الإلكترونىِّ وأدواتِ حمايةِ المرأةِ منها..حرصاً منا للوصولِ الى الفئةِ المستخدمةِ لتلكَ المنصاتِ.
السيد رئيس الجمهورية ..
لعلي أجدُ هذهِ الفرصةَ ملائمةً لكي أتقدمَ بخالصِ الشكرِ والتقديرِ الى السيدِ محافظِ البنكِ المركزىِّ على التعاونِ بمشروعاتِ الشمولِ المالىِّ ورقمنةِ الادخارِ والإقراضِ للمرأةِ .
كما أتقدمُ بخالصِ الشكرِ والتقديرِ الى دولةِ رئيسِ مجلسِ الوزراءِ والى حكومتِهِ الدؤوبةِ فى إطلاقِ العديدِ من البرامجِ مثلِ القيادةِ التنفيذيةِ لتأهيلِ المرأةِ بالحكومةِ المصرية .. والتوعيةِ بمخاطرِ الهجرةِ غيرِ الشرعيةِ .. وضمانِ التنقلِ الآمنِ للمرأةِ .. واستخدامِ الرياضةِ فى إدماجِ الرجالِ فى الأنشطةِ الداعمةِ لقضايا المرأةِ .. و دعمِ طالباتِ التعليمِ الفنيِّ .. ودعمِ مشاركةِ المرأةِ في تكنولوجيا المعلوماتِ .. و دور المرأة فى الحفاظِ علي البيئةِ.. وفتحِ قصورِ الثقافةِ لفنونٍ داعمةٍ للمرأةِ .. الي جانبِ تقديمِ خدماتٍ للمرأةِ المعيلةِ وذاتِ الإعاقةِ .. وتصميمِ موازناتٍ مستجيبةٍ لاحتياجاتِ المرأةِ ، وبرامج لرفع مهارات القيادة والادعاء عن مكافحة جرائم العنف ضد المرأة .
أما على المستوى الدولىِّ
وبالشراكةِ مع المنتدى الاقتصادىِّ العالمىِّ ، أطلقتْ مصرُ «محفزَ سدِّ الفجوةِ بين الجنسين» .. وتعدُّ مصرُ الأولى على مستوى الشرقِ الأوسطِ وإفريقيا فى إطلاقِهِ .
وشهدَ عامَ 2020 أيضاً دخولَ منظمةِ تنميةِ المرأةِ “التابعةِ لمنظمةِ التعاونِ الإسلامىِّ” حيزَّ النفاذِ ..والتي تستضيفُ مقرَّها مصرُ وترأسُ مجلِسَها الوزاريَّ..كل الشكر للحكومة على هذه المجهودات.
السيداتُ والسادة
تُولي الدولةُ المصريةُ الاهتمامَ بصحةِ كلِّ مواطنٍ ومواطنةٍ وحينَ حلمتِ المرأةُ المصريةُ بالاطمئنانِ على صحتِها من مرضِ سرطانِ الثدىِ ..كانتِ الاستجابةُ من السيدِ رئيسِ الجمهوريةِ بإطلاقِ المبادرةِ الرئاسيةِ لدعمِ صحةِ المرأةِ المصريةِ .. والتي وصلتْ الى 12 مليونَ سيدةٍ..
الحضورُ الكريمُ
لقد شهدْنا مؤخراً تقدمًا كبيرًا في ملفِّ الحمايةِ من العنفِ ضدَّ المرأةِ واتخذتِ النيابةُ العامةُ إجراءاتٍ حاسمةً وتاريخيةً للحمايةِ من والابلاغ عن هذهِ الجرائمِ .. كما شاهدْنا وصولَ السيداتِ إلى المناصبِ القياديةِ بهيئةِ النيابةِ الإدارية .. وكذلك الاهتمامَ بتدريبِ الكوادرِ النسائيةِ بهيئةِ الرقابةِ الإدارية .. بالإضافةِ الي توفيرِ الفرصِ المتساويةِ للسيداتِ بهيئةِ الرقابةِ المالية.
سيادةَ الرئيس
نهج المجلسُ أسسًا ومعاييرَ لاقتراحِ سياساتٍ وتطبيقَ أدواتٍ دوليةٍ يتبناها القطاعُ العامُ والخاصُ لإدماجِ مبادئَ المساواةِ بين الجنسين.
ولطالما كانتِ الدولةُ المصريةُ منفتحةً على العالمِ تأخذُ ما يناسبُها لتفصِّلَ منه سياساتٍ تليقُ بحُلمِها في تمكينٍ حقيقيٍّ للمرأةِ، لذلكَ فنحنُ نعملُ بشكلٍ دائمٍ معَ شركاءَ التنميةِ الدوليين ..حتى أصبحَ نجاحُ مصرَ في خططِ تمكينِ المرأةِ نموذجًا يحتذَى به في المحافلِ الإقليميةِ والدولية..
الحضورُ الكريمُ
قامتْ طبيباتُ وممرضاتُ مصرَ بمهامَّ عظيمةً فى ظلِّ تفشي جائحةِ كورونا..أتقدمُ لهنَّ اليومَ بأسمى معانى الشكرِ والتقديرِ والاحترامِ على دورِهنَّ الجليلِ وتضحياتهنَّ الثمينةِ … وأقُولهُا بكلِّ صدقٍ لطبيباتِ وممرضاتِ مصرَ .. دوركُمْ هو دَورُ البطولةِ في سعْيِنا لتجاوزِ محنةِ جائحةِ كورونا.
سيدي الرئيس
شكرًا على إهداءِ المرأةِ المصريةِ عهدًا ذهبيًّا يُسَلِّحُ الأجيالَ القادمةَ بالحقوقِ والواجباتِ ليجعلَهَا سببًا رئيسيًّا في بناءِ وطنٍ متكاملِ الأركانِ.
وأَوَدُّ أن تكونَ كلماتُ الختامِ على لسانِ سيداتِ وبناتِ مصرَ … رسائلَ من القلبِ إلي رئيسِ مصرَ..
عاشتْ مصرُ قويةً عزيزةً آمنةً.
شكرًا سيادَةَ الرئيسِ.
التعليقات