الوقاية من فيروس كورونا المستجد واتخاذ الاجراءات الاحترازية اللازمة لمواجهة انتشار العدوي .. كانت هذه هي بوصلة الكنائس المصرية خلال الاحتفال بعيد الميلاد المجيد ، حيث كان هو العامل الرئيسي الذي رسم خريطة الاحتفال هذا العام في مصر .
احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بإقامة القداسات في مختلف الكنائس دون حضور مصلين وبحضور عدد محدود من رجال الإكليروس وفي نفس السياق ترأس البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية ، بطريرك الكرازة المرقسية قداس عيد الميلاد مساء الأربعاء من دير الأنبا بيشوي في وجود عدد محدود من أساقفة المجمع المقدس والكهنة والشمامسة اتخذ الحاضرين القداس كافة الاجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد.
عوضت الكنائس عدم حضور المصلين ببث الصلاة مباشرة عبر صفحاتها على الفيسبوك كي يستطيعوا حضورها من منازلهم ، في الوقت الذي نقل فيه التليفزيون المصري القداس الرئيسي حصريا وقامت باقي الفضائيات الاخبارية والكنسية بنقلها منه .
ورغم ما يمر به العالم من جائحة فقد عمد بطريرك الكرازة المرقسية إلى نشر الأمل من خلال عظة عيد الميلاد فكانت عظته عن الفرح وأكد فيها أن العالم مازال جميلا رغم الجائحة متابعا : عش أيامك فرحا وفرح من حولك باستمرار .
وبخصوص الطائفة الإنجيلية في مصر فقد وضعت في اعتبارها الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا في المقام الأول وقد اختارت أن تحتفل رسميا بعيد الميلاد الثلاثاء الماضي وذلك بكنيسة قصر الدوبارة في مدة زمنية لاتتعدى ال90 دقيقة.
كان الاحتفال برئاسة الدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، دون حضور المصلين مع اقتصار الحضور على مندوب عن الرئيس عبد الفتاح السيسي ، و أعضاء المجلس الإنجيلي العام، ورؤساء المذاهب الإنجيلية بمصر، ورعاة كنيسة قصر الدوبارة.
وقد شارك خلال الاحتفال الدكتور القس أندريه زكي تجربة إصابته بعدوى فيروس كورونا مؤكدا أنها لم تكن خبرة سهلة على النفس وأصبحت شهادة المسحة السلبية بمثابة شهادة رجوع للحياة مرة أخرى!
ودعا رئيس الطائفة الإنجيلية الجموع بالاحتفال بعيد الميلاد باعتباره دعوة جديدة لعيش انسانيتنا وسط وباء لا يفرق بين أحد.
ولم تختلف احتفالات باقي الكنائس المصرية والذين احتفلوا وفقا للتقويم الغربي في 25 ديسمبر الماضي على هذه الوتيرة.
فلقد أقامت الكنيسة الكاثوليكية بمصر قداسات عيد الميلاد بحضور 40% من الطاقة الاستيعابية للكنائس مع مراعاة كافة الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي للوقاية من كورونا وإمكانية إقامة قداسين في توقيتات مختلفة لكي يستطيع الجميع الحضور مع الحفاظ على سلامتهم.
وترأس الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك صلاة قداس عيد الميلاد بكاتدرائية السيدة العذراء بمدينة نصر.
وقد عبر خلال عظته بالقداس عن أمنياته قائلا : نصلّي لكي يصير الميلاد عطية حبّ وحوار وسلام و أن يكون شفاء لبشر يتألمون وأمانًا لأناس يبحثون عن مستقبل آمن.
وبخصوص الروم الأرثوذكس فقد احتفلوا وفقا للتقويم الغربي وحضر القداسات عدد محدود من المصلين كانت إجراءات التباعد الاجتماعى واستخدام الكمامة والمطهرات شرط أساسي لحضورهم.
ولم يختلف الأمر كثيرا في الكنيسة الأسقفية قامت بتطهير بواباتها ومقاعدها قبيل إقامة قداس عيد الميلاد للحفاظ على صحة المصلين.
وكذلك دعا المطران منير حنا مطران الكنيسة الأسقفية الإنجليكانية بمصر خلال الاحتفال للتمسك بالأمل قائلا ميلاد المسيح ينير العالم وسط فجيعة كورونا وآلام الفقد.
التعليقات