بداية العام الدراسي هذا العام تمثل سلامة الطلاب والمعلمين في مواجهة تفشي فيروس كورونا الأولويات وعلى هذا النحو، يتم تكثيف السياسات والتدخلات لتجنب زيادة العدوى ومن بين هذه التدابير إعادة فتح الفصول تدريجياً؛ وتوظيف معلمين إضافيين؛ والحضور المتقطع ؛ وتطبيق فحص درجة الحرارة ومتطلبات الابتعاد الاجتماعي؛ وتوفير معدات الحماية الشخصية للمعلمين والطلاب؛ إن إيجاد التوازن بين التعلم والسلامة أمر صعب وبعض البلدان تبدأ السنة الدراسية معتمدة فقط على التعلم عن بعد؛ أو إستخدامه كمكمل للتعلم المباشر مع إستخدام الطلاب منصة متكاملة تجمع بين التلفزيون والإذاعة والمواد المطبوعة والموارد عبر الإنترنت،إن قرار إعادة فتح المدارس هو قرار معقد للغاية، وغالبا ما يضع صناع السياسات وإدارات المدارس والآباء والمعلمين في مناقشات حامية.
وبما أن العوامل المادية الرئيسية تسهم في تحسين البنية التحتية وتوفير بيئة تعليمية أكثر أماناً للطلاب والمعلمين، فقد كشفت أزمة فيروس كورونا عن نقاط الضعف، بما في ذلك في مدارس الأنظمة التعليمية المتقدمة، ومن بين التدابير التي يمكن أن تنظر فيها البلدان تعزيز التهوية السليمة، وتوفير مرافق لغسل اليدين وغير ذلك من تدابير التعقيم داخل المباني المدرسية وتثقيف الناس على استخدامها، فضلا عن وضع توجيهات واضحة بشأن إستخدام معدات الحماية الشخصية.
وهناك بعض الممارسات الجيدة لإعادة تصميم البيئات المدرسية، مثل القاعات الرياضية الكبيرة في أماكن التعلم، وإعادة ترتيب مرافق الطعام وما إلى ذلك؛ أما عن الجانب المشرق لهذه الأزمة بالنسبة للمدارس هو أن بيئات التعلم بدأ يُنظر إليها ببنية تحتية لتكنولوجيا المعلومات والتعلم عن بعد، مما قد يؤدي إلى توسيع طرق التعلم والتعاون والمرونة وهي المفتاح للتخفيف من فقدان التعلم وتجدر الإشارة إلى أن عودة الطلاب إلى الفصول الدراسية التقليدية على نطاق عالمي لا تزال استثناء وليس القاعدة، حيث أن أكثر من مليار طالب ( حوالي ثلثي المتعلمين في العالم ) في أكثر من 110 بلدان لا تزال تتأثر بإغلاق المدارس وقد لا يرون فصولهم الدراسية لبعض الوقت.
وسيكون لذلك أثر ضار على تحصيل الطلاب في المدارس وتعلمهم ، ولقد غيّرت جائحة كورونا بالفعل الطريقة التي يتعلمون بها وأين يتعلمون ويبدو أن المرونة هي الأساس لأي استراتيجية لإعادة فتح المدارس مع إعادة فتح المدارس بحذر، والاستعداد للانغلاق مرة أخرى إذا تجدد لا قدر الله تفشي الجائحة وهذا ليس بالأمر السهل في نظم التعليم الغارقة تاريخيا في التقاليد والصلابة ولكن لتحقيق التوازن بين السلامة والتعلم، كان النهج الأكثر فعالية هو التزاوج بين التعليم التقليدي والتعليم عن بعد، مما يسمح بالتبديل بين الاثنين مع الحد الأدنى من الإصابة بفيروس كورونا ؛ حفظ الله مصر وشعبها العظيم وجميع أبنائنا الطلاب وكتب لهم السلامه والتوفيق إن شاء الله.
د.هشام ماجد الطبيب النفسي والمحاضر الدولي
التعليقات