شيماء محسن
انتهت حياه الطفل محمد فى مستشفى أهل مصر للحروق بعد أن وصل للمستشفى و نسبة الحروق فى جسمه كانت تعدت الـ ٦٠٪ مما جعل من الصعب إنقاذه، و بعدها بأسبوع فقط اعلنت المستشفى عن حالة طفلة جديدة تُدعى سحر فى حاجة للتبرع بالدم سريعاً بعد ان وصلت للمستشفى بنسبة عالية من الحروق فى وجهها و جسدها.
أما عن سحر صاحبك الـ ٩ سنوات فهى الأخرى ضحية التنمر و لكن بسبب لون بشرتها، فأشعلت النار فى جسدها الصغير، و ذهبت للمستشفى مصنفة كحالة خطيرة جداً و تحتاج ٢٠ كيس دم، و ذلك لأن اختار الله ان تلد ببشرة سمراء.
وكانت منظمة اليونيسف العالمية قد أعلنت أنه يوجد مليار طفل في العالم يتلقون التعليم فى المدارس منهم ربع مليار طفل يمارس عليهم التنمر، اى ٢٥٪ من اى مجتمع طلابى تعرضو للتنمر.
وبسبب هؤلاء الأطفال كان يجب لـ”مجلة عود”، أن يكون لها تدخل في ذلك، و على اساسه تحاورنا مع ثلاث جهات مختصة للتعرف اكثر على حالات التنمر عند الأطفال في ذلك السن.
وفي هذا السياق قال الدكتور وليد هندى، استشاري الصحة النفسية، عن تعريف التنمر في البداية فهو عبارة عن مثلث مكون من ثلاث اضلاع “طرف اول وطرف اخر وسلوك سئ”، أى يقوم شخص يقوم (الطرف الأول) بسلوك فيه إذاء او ممارسة عنف على الشخص الأضعف التي لا يستطيع الدفاع عن نفسه (الطرف الأخر)، موضحًا أن التنمر يجسد حالة من حالات التعليم في مصر التي لا يوجد لها متابعة او رصد، كما ينتشر التنمر في المدارس بشكل اكبر من المجتمع الخارجي بسبب خلل المنظومة التعليمية، التنمر في مصر يختلف كثيراً عن التنمر فى اى دولة اخرى، على سبيل المثال المعلم الذى يشد على التلاميذ بسبب إعطائهم درس خارج المدرس.
وأوضح الدكتور وليد هندى، أنه يوجد علامات كثيرة إذا ظهرت على الطفل نعرف أنه تعرض للتنمر حتى إن لم يبوح الطفل بذلك، فمثلاً عندما يطلب منك أنه لا يريد الذهاب للمدرسة مرة أخرى، وعندما يكون غير محب للذهاب للمدرسة ويتعمد الغياب عنها كثيراً، حيث يُصاب الطفل ببعض المتلازمات مثل عدم تناوله للطعام بشكل جيد أوالنوم لعدد ساعات كثيرة او يُصاب إضطرابات النوم او الكوابيس بشكل مستمر او يُصاب بمرض التبول اللاإرادى، او يصال بنوع من الخرس الإختيارى اى يمتنع عن الكلام لأوقات كثيرة او عدم ممارسته للنشاطات و ميوله تجاه العزلة.
وأكد هندى علي أهمية تعامل الأهالي الطفل المتعرض للتنمر بحكمة وحب أى عدم توبيخه ووصفه بالضعيف لأنه سمح لغيره التعدي عليه وعلى حقوقه وعدم تعنيفه أو جعله مثلهم و يتعدى عليهم هو الأخر فهذا ليس حل، لكن الأفضل أن تعزز ثقته في نفسه بشكل اقوى، و محاولة الإنصات إليه بشكل جيد و مشاركته مشاعره، موضحًا أن إذا تكرار الموقف مرة أخرى فيجب الذهب للمشرفة ويشكو لها و يُتابع الأمر ذاته مع المشرفة دون معرفة الطفل بذلك.
أوضح هندى، أنه ممكن معرفة الطفل المتنمر بشكل واضح قبل دخوله إلى مرحلة المدرسة عن طريق سلوكياته، فا الطفل العدوانى تجاه الأشياء الضعيفة مثل الحيوانات والنباتات فيجب من تقويم سلوكه بشكل جيد و تعريفة ما هي الممتلكات العامة والممتلكات الخاصة، و طرق التعامل الصحيحة دون عنف، و عدم ممارسة سلوكيات العنف من جهة الأم او الأب امام الطفل.
و من جانبه قالت الدكتورة هالة منصور استاذ علم الاجتماع، إن الطفل العنيف هو وليد حالة من حالتين، تسلط او تدليل اكثر من اللازم من الأباء كما. ان يمكن ان يكون العنف لدى الطفل رد فعل اكثر من كونه فعل، فا على سبيل المثال الأم او الأب يمارسون العنف عن طريق تفريغ طاقتهم السلبية من المجتمع على الطفل او عن طريق معاقبة الطفل بشكل خاطئ، فإدا اخطئ الطفل و كان ضرورى معاقبته بالضرب فايوجد شروط للضرب يجب إتباعها و هى عدم ضربه ضرب مبرح او قوى ولا يكون امام شخص اخر ولا يتحدث عن ذلك امام شخص اخر كما يجب ان يعلم الطفل لماذا نقوم بمعاقبته، مع اولادهم بالتالي تصبح الأطفال عنيفة مثلهم، و اوضحت منصور ان يجب ان تكون الأباء حذرة و عندما يقوم الطفل بأى فعل من افعال العنف فى اى سن يجب محاولة تقويمه و معالجة هذا السلوك.
و اكملت الدكتورة هالة منصور ان رئيها فى التنمر المدرسى، بأن يُترك الطفل على فطرته فهى نقية و بعيدة كل البعد عن التنمر، ألا إذا بدء ان يسأل الطفل عن سبب إختلاف بعض الأطفال عنه فنبدء نوضح له ان هذا الأمر طبيعى و نعلمه ان يلقب الأشياء بألقابها الأصلية و نعلمه ان لكل شخص هيئته الخاصة و جماله الخاص، و ايضاً نزيد من ثقته فى نفسه قبل دخوله للمدرسة عن طريق مدحه بمميزاته بشكل مستمر حتى لا يلتفت لأى نوع من انواع التنمر.
وفي سياق متصل قال الدكتور محمد السباعي طبيب نفسى من ذوى الهمم، يجب على الدولة وضع خطة لمدة خمسة اعوام او اكثر و متابعتها بشكل مستمر لمحاولة الدمج بين الأطفال الأصحاء و الأطفال زوى الهمم الخاصة في المدارس، اسى يصبح كل جميعهم في فصول واحدة، لأن ذلك يعزز من تعامل الأطفال زوى الهمم الخاصة مع الأطفال الأصحاء بشكل افضل، كما يعزز من معرفة الأطفال تجاه الأطفال المختلفة عنهم فيكونو اكثر وعى فى التعامل معهم لأن ذلك مفيد لهم فى حياتهم المستقبلية بشكل كبير فا على سبيل المثال من الممكن ان يصبح لهم طفل فى العائلة من زوى الهمم الخاصة فيستطيع التعامل معه بشكل صحيح، كما ان الأطفال سوف يكبرون على وجود الإختلاف بين البشر فعند مقابلة اى شخص مختلف عنه يستطيع التعامل معه بدون قلق او خوف و محاولة مشاركتهم فى الأنشطة المناسبة لهم، كما يجب ان نعلم الأطفال كيف نتعاون سوياً و نحب الأخرين و نكون صداقات مع كل فئات المجتمع لمنع فكرة الإختلاف او عدم تقبل الأخرين او الرهبة و الخوف فى التعامل معهم، و يجب عدم تربيتهم على التعاطف معهم لأن الحب يختلف كثيراً عن التعاطف و تختلف انواع المساعدة ايضاً فمساعدة الطفل الجالس على كرسى متحرك تكون عن طريق انتظاره اثناء المشى سوياً عاى سبيل المثال لكن ليست عن طريق تغشيشه فى الإمتحان، كما يجب ان نبنى عند الأطفال روح التنافس بشكل صحيح و مفيد دون تكوين عداوة تجاه الأخرين، فذلك يزيد من تعلم الأطفال نشاطات جديدة و الاستمرار فيها و محاولة التفوق اكثر من ان يستقوى على الشخص الأضعف منهم.
التعليقات