تفاصيل اليوم الأول لامتحانات الثانوية العامة.. خريطة الغش والتكدس وسر غضب وزير التعليم

مر اليوم الأول من امتحانات الثانوية العامة، بسلام على الطلاب والمراقبين، رغم أن عدد الذين أدوا الامتحان اليوم في اللغة العربية قرابة 667 ألف طالب في 56 ألف لجنة.

كان المشهد الذي أثار استياء كثيرين، إصرار أولياء الأمور على كسر التعليمات والقواعد والتحذيرات التي نادت بها وزارة التربية والتعليم منذ فترة طويلة، بعدم التواجد أمام أو في محيط اللجان، وهو ما أظهر المدارس في صباح اليوم وكأنها بؤرة لانتشار الوباء من شدة الزحام.

في المقابل، شهدت الكثير من اللجان حالة انضباط استثنائي، بقيام رجال الشرطة بمنع أي تواجد لغير الطلاب أمام المدرسة، وتم إجبار أولياء الأمور على الرحيل، في حين دخل الممتحنون إلى المقار في طوابير طويلة، لكن المشهد العام خلق حالة من الهلع لدى الناس.

وأبدى الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، استياءه البالغ من الصور المتداولة أمام لجان الثانوية العامة وتظهر كثافة الأعداد من أولياء الأمور برفقة أبنائهم، قبل الدخول إلى مقار الامتحانات.

وقال الوزير، إن هذه التصرفات تعكس أن هناك معركة مع الوعي والسلوك، والوزارة مسئولة فقط عن التعليم، وعن داخل أسوار المدرسة أما تصرفات أولياء فهي ليست من مسؤوليات التربية والتعليم.

أضاف الوزير على جروب “التعليم مشروع مصر القومي”، على واتس آب، إن الوزارة نبهت على المديريات والإدارات واللجان للتنظيم الداخلي أما ما يحدث من المواطن خارج المدرسة فهو من شأن مديرية الأمن.

وقال “لقد جاء الوقت لنواجه مشاكلنا ونفكر كيف يتحمل كل منا مسئولياته ولا نلقي اللوم دائما على طرف أخر، والسلوك الذي تعكسه الصور سلوك مجتمعي في كل شيء ورغم كل التحذيرات والإجراءات”.

أضاف الوزير “إذا كان أولياء الأمور يخافون من كورونا، لماذا طالبوا بتأجيل الامتحانات وهم من تكدسوا أمام اللجان.. ليس لنا سلطان عليهم، لكن واجبهم أن يكونوا قدوة لأبنائهم وحذرناهم من الحضور ولكن لا حياة لمن تنادي”.

واشتكى بعض أولياء الأمور من غياب مواد التطهير والكمامات داخل اللجان، وهو ما نفته وزارة التعليم، وقالت إنها متوافرة في كل اللجان، وما يثار حول هذا الشأن أكاذيب ليس لها أساس من الصحة.

وسجل اليوم الأول من الامتحانات، نجاح وزارة التعليم في تأمين البوكليت لمدة ساعة كاملة ومنع تصويره أو خروجه على منصات التواصل الاجتماعي وصفحات الغش الإلكتروني، وهو ما لم يحدث منذ قرابة 8 سنوات، حيث كانت الأسئلة تخرج على السوشيال ميديا فور دخول الطلاب إلى اللجان.

ورصد فريق مكافحة الغش الإلكتروني 8 حالات غش باستخدام أجهزة الهواتف المحمولة، في إدارات (“بني سويف”، و”كرداسة” و”الهرم” بمحافظة الجيزة، و”العجمي” بمحافظة الإسكندرية، و”الشهداء” بمحافظة المنوفية، و”الساحل” بمحافظة القاهرة) ، وتم تحديد الطلاب المسؤولين عن ذلك واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال تلك الحالات.

وحسب نص القانون فإن الطلاب الغشاشين سوف يواجهون عقوبة الحرمان من كل الامتحانات، ورسوبهم في كل المواد، وقد تصل العقوبة إلى منعهم من دخول الامتحانات لمدة عامين، إذا لم تستخدم معهم الشئون القانونية بوزارة التعليم، الرأفة.

وفور انتهاء الامتحان، تسلم الطلاب بوكليت مادتي التربية الدينية والاقتصاد والإحصاء، ليقوموا بحلمها في المنزل وتسليمها إلى اللجان مرة أخرى يوم 12 يوليو المقبل، حيث أن المواد غير المضافة للمجموع لم تعد موجودة في جدول امتحانات الثانوية العامة.

وحسب عدد من الطلاب، فإن امتحان اللغة العربية جاء بسيطا وفي مستوى الطالب المتوسط ولم يحتوي على أسئلة تعجيزية أو غير مباشرة، وهو ما وثقته غرفة عمليات وزارة التعليم حيث لم تتلق أية شكاوى من الطلاب على صعوبة الأسئلة.

وقال الدكتور رضا حجازي، نائب الوزير لشئون المعلمين ورئيس عام الامتحان، إن امتحانات الثانوية العامة في يومها الأول سارت بشكل جيد دون حدوث أية مشكلات من شأنها تعكير صفو العملية الامتحانية حيث قامت غرفة العمليات المركزية قبل بدء الامتحان بالاطمئنان على وصول أوراق الأسئلة إلى جميع اللجان بالمحافظات.

وأضاف حجازي، أن الوزارة أرسلت تعليمات للمديريات التعليمية بضرورة التنسيق مع الجهات المعنية لمنع تكدس أولياء الأمور أمام لجان الامتحان، ومنع تواجد أي شخص باللجنة بدون عمل فعلي وتوزيع الأعمال على جميع العاملين.

وشدد على ضرورة الالتزام بفتح الأبواب في تمام الساعة الثامنة صباحًا والسماح للطلاب بالدخول لإجراء عمليات التعقيم واستلام المستلزمات الوقائية المقرر صرفها لهم.

وأوضحت الوزارة أنه تم قبول 7 اعتذارات للمعلمين الذين تقدموا بما يثبت أن حالتهم الصحية لن تسمح بالقيام بأعمال المراقبة على الامتحانات، كما تم قبول 11 اعتذار لطلاب لا تسمح ظروفهم بأداء أو استكمال الامتحان بتقرير من المسئول الصحي على أن يتم دخول الدور الثاني بالامتحانات بنفس الدرجة الفعلية، وذلك حرصًا على سلامتهم وحفاظًا على الصحة العامة.

وتم استبدال رئيس لجنة بالوادي الجديد (ك.ع.أ) بمدرسة الثانوية بنات بإدارة الخارجة التعليمية، بسبب عدم التزامه بالضوابط التي أعلنت عنها الوزارة، كما تم استبدال رئيس مركز توزيع أسئلة بمحافظة مطروح لشعوره بالتعب ونقله إلى المستشفى.

وأوضحت الوزارة أن معيار استكمال أداء الامتحان بالنسبة لأي طالب يشعر بحالة إعياء داخل اللجنة تخضع لرؤية المسئول الصحي باللجنة وفقًا لحالة الطالب الصحية؛ حيث يسمح له باستكمال أشكال الامتحان في حالة أن حالته الصحية تسمح بذلك بعد عزله عن زملائه خشية انتقال عدوى أو نقله لأقرب مستشفى بسيارة الإسعاف في حالة شعوره بإعياء شديد.

وأكدت الوزارة أنها وفرت أدوات التعقيم “مجانا” داخل جميع اللجان على مستوى الجمهورية لجميع الطلاب، حيث تم توزيع 33 مليون كمامة على اللجان للحفاظ على سلامة أبنائنا الطلاب، وأن قيام بعض أولياء الأمور بشراء مستلزمات لأبنائهم شأن خاص بهم.