شخصية ترتبط بعيد الميلاد، معروف بكونه رجلًا عجوزًا وسمينًا، دائمًا ما تكون السعادة حليفته وحليفة من حوله نظرًا للهدايا التى يقدمها فى هذه الأيام، خاصة للأطفال الذين يرسم على وجوههم البسمة، لذلك فهو من أكثر الشخصيات المحببة عند الأطفال.
الحديث هنا عن «بابا نويل»، وكما هو معروف ومشهورفإن «بابا نويل» يعيش فى القطب الشمالى مع زوجته السيدة كلوز، وبعض الأقزام الذين يصنعون له هدايا عيد الميلاد لتوزيعها على الأطفال.
ولكن الأمر لا يقتصر على القطب الشمالى، بل إن مصر أيضًا تتمتع بـ«بابا نويل- مصر»، إنه ميشيل إبراهيم، الذي يبدأ من يوم 1 ديسمبر إلى 5 يناير، وعلى مدار19 عامًا ماضية، بحمل الهدايا على ظهره داخل كيس ضخم ليطوف على بيوت أطفال مصر والمسنين الذين يعشق التواجد بينهم ليدخل عليهم الفرحة والسرور فى تلك الأيام.
ولارتباط تلك الأيام بهذه الشخصية، فقد حرصنا فى مجلة «عود» على مقابلة «بابا نويل- مصر»، لنتحدث معه حول أصل الشخصية وسبب تقمصه لها والمواقف الغريبة والطريفة التى قابلها فى حياته، وأمنياته وبعض الاستفسارات والأسئلة، التى تراود الكثير وغيرها من الأسرار التى سنكشفها فى ثنايا الحوار التالى…
فى البداية سألنا ميشيل إبراهيم «بابا نويل- مصر» حول أصل الشخصية فقال: «بابا نويل» شخصية تجمع بين الحقيقة والخيال فى آن واحد، فهو مزيج بين قصة القس (سنتا كلوز) الواقعية، وبين بعض التطورات والمواقف الخيالية التى أُلصقت بالشخصية على ألسنة ناقليها. فهو القديس «نيكولاس» الذى عرف بـ«سنتا كلوز» أسقف إحدى المدن بالسويد فى القرن الرابع الميلادى، وجاء لأم وأب أغنياء جدًّا، لكن ظلا لفترة طويلة كلما رزقهما الله بولد مات قبل أن يتم عامًا، حتى رزقهما الله فى النهاية بالقس «نيكولاس» الذى عُـرف منذ صغره بالنباهة والذكاء والفطنة، وكان عالمًا بأمور الدين منذ عمر 9 سنوات، وأخذ يتدرج فى الكنسية حتى أصبح «قسًّا» فى عمر 19 عامًا، ويقال إن الله أعطاه موهبة خاصة وهى شفاء المرضى بالنصوص الدينية، ومن هنا ذاع صيته بالخير والتعاون ومساعدة الناس.
ويستطرد ميشل قائلًا: «ارتبط نيكولاس بالخير بدءًا من موقف إنسانى قام به وأخذ يكرره فى أشكال عدة، فبعد تعرفه على أحد الرجال الذى فقد ثروته واضطر لبيع أجساد بناته، قرر البابا نويل أن يجمع له مبلغًا من المال فى حقيبة قماش صغيرة ألقاها داخل منزل الرجل دون أن يراه أحد، وبالفعل استطاع الرجل أن يزوج ابنته الأولى، وكرر «سانتا كلوز» هذا الموقف مرة ثانية حتى زوج الرجل ابنته الثانية، وظل هذا الأمر سرًّا، وتكررت تلك المواقف من قبل «بابا نويل» كلما شعر بأن هناك مَن يحتاج إلى مال أو هدية معينة ليحل مشكلته، وظلت هذه المواقف الإنسانية تحدث فى الخفاء حتى رحل، وكُشفت قصة حياته، ومن هنا خلدت الشخصية فى عباءة «بابا نويل».
سألنا ميشيل إبراهيم «بابا نويل- مصر»…
كيف كانت بداية الفكرة لديك لتكون «بابا نويل»؟
منذ كنت طفلًا وأنا أحلم بمقابلة «بابا نويل» الذى يأتى ويمنحنى الهدية، وكنت أنتظره مع بداية كل سنة وعندما كبرت وأدركت أنه مجرد حلم قررت أكون أنا «بابا نويل»، وأحقق أحلام كل الأطفال المنتظرين قدوم العام الجديد على أمل اللقاء به وأخذ الهدايا.
هل هناك مواقف طريفة أو غريبة تعرضت لها عبر تلك المسيرة الطويلة مع هذه الشخصية؟
من المواقف التى لا أنساها أثناء تجسيدى الشخصية، كنت ذاهبًا لمكان به عدد كبير من الأطفال (أولاد وبنات)، ولكن قبل الموعد المتفق عليه معهم، كنت فى حفلة بمكان آخر، ونتيجة ازدحام الطرق تأخرت على الموعد التالى، وعندما وصلت إليهم متأخرًا ومعى الهدايا فوجئت بوجود شخص آخر يرتدى ملابس «سانتا» بطريقة مضحكة..واعتقادًا منهم بصعوبة حضورى تعايش الأطفال الحاضرين معه، ولكن بمجرد دخولى المكان قام الأولاد فوق الكرسى وقالوا إن «بابا نويل» الحقيقى وصل، والموجود ده مزيف.. اضربوه.. وحصل هجوم عليه حتى أخرجوه من تحت أرجلهم بصعوبة، ولكنى اعتذرت له كثيرًا عما حدث له بسببى.
بعيدًا عن مشاعر السعادة التى تدخلها على الأطفال.. هل هناك هدف تربوى يمكن غرسه فى نفوسهم من شخصية «بابا نويل»؟
نعم، فهناك الكثير من الآباء والأمهات الذين يشكون بعض السلوكيات السلبية لدى أطفالهم، والتى يمكن استخدام شخصية «بابا نويل» كحافز لهؤلاء الأطفال للامتناع عن تلك السلوكيات، بعد كلامه معهم، على اعتبار أنه يستطيع تحقيق أحلامهم فى حالة سماع كلام الأم والأب خلال عام كامل للحصول على الهدية المتفق عليها.
ختامًا.. ماذا عن أحلام وأمنيات «بابا نويل المصرى»؟
أحلم بأن يغرس الآباء والأمهات فى نفوس أطفالهم فضائل الخير والحب والعطاء، وأن يسود الإخاء بين الجميع، فمَن يساعد الآخرين لن ينساه الله، ومن هنا تعم المحبة والفرح والسلام فى العالم كله.
كما أتمنى أن تكون كل أيام العام هى أيام الكريسماس، وتستمر الاحتفالات ويظل «بابا نويل» يوزع الهدايا ويحقق كل الأحلام.
التعليقات