ياسمين الخطيب: “التجاهل” علاج مهاويس الجنس من المشايخ

حوار: سليم صفي الدين

بنات الأحياء الفقيرة لا يمكنهن ارتداء “جيب” قصيرة لأنه غير ملائم لطبقتهن الاجتماعية

توقيف فتيات “التيك توك” إجراء عنيف سببته الصحافة ومواقع التواصل.. والتطبيق “دمه ثقيل”

تفاعل الشارع مع وقائع التحرش يتحسن ببطء ولكن بثبات.. و”التجريس” سلاح رادع

– بداية.. حدثينا عن الفيلم الذي تتجهزين لبطولته.

أنا شرفت بالمشاركة في فيلم “2 طلعت حرب” للأستاذ مجدي أحمد علي، وسيعرض قريبًا، أما الفيلم الجديد الذي وقعت عقده فلا أستطيع أن أفصح عن اسمه ولا قصته، ولكن يمكن أن أقول إنه دور مختلف جدًّا، ومهم جدًّا، وأعتبره تحديًا، وأتمنى نجاحه.

كيف ترين ظاهرة التيك توك؟

التيك تكون مثله مثل أي اختراع إنساني، من أول النار حتى السوشيال ميديا. وهو له مميزات وعيوب، فالنار تحرق ويمكن أن نطبخ بها، كذلك الأمر بالنسبة إلى التيك توك، يمكن أن يقدم أشياء ليست بالضرورة هادفة، فالأعمال الكوميدية ليست كلها هادفة، لكن الضحك في حد ذاته هدف؛ والتيك توك يقدم محتوى ترفيهيًّا وكوميديًّا وعلميًّا، وفي رأيي أن المعروض من خلاله أشياء سخيفة و”دمها ثقيل”، ولكني لست ضد استخدامه، فقط أنا لست من محبيه.

 هل لديك أي حسابات عليه؟

انضممت إليه فى وقت الإغلاق بسبب فيروس كوفيد-19 (كورونا المستجد) وتفاعلت عليه بمقطع فيديو وحيد، ثم ألغيته.

وكيف تنظرين إلى الفتيات المقبوض عليهن بسبب هذا التطبيق؟

القبض عليهن إجراء عنيف جدًّا، فالفتيات سنهن صغيرة جدًّا، ومعظمهن ينتمي إلى بيئات فقيرة أو متواضعة، ودور المجتمع كان يجب أن يكون في النصح بدلاً من الهجوم. لا أعلم كيف سيكون هذا الإجراء من الناحية القانونية، ولكن لا بد من أن هناك سبيلاً إلى ذلك. فالتشهير الذي حدث لهن لن يستطعن استئناف حياتهن الطبيعية بسببه، بعد أن وصفت الصحافة والسوشيال ميديا هؤلاء الفتيات بأنهن منحلات ويعملن في الدعارة.

في المقابل.. ما تعليقك على ظاهرة التحرش؟

70% من المصريات يتعرضن للتحرش في الشوارع، وغالب الذين يمارسون هذا الفعل سنهم صغيرة، وأظن أن المشكلة هنا تكمن في عدم درايتهم بأن هذا الفعل خطأ. فعندما يعتدي شخص في سن صغيرة على بنت بجذبها من طرحتها أو غير ذلك، يضحك أصحابه ويصفقون له، على اعتباره “فهلوي وجدع”، على عكس ما مضى، إذ فكان هذا الفعل مشينًا ومخجِلاً.

برأيك.. ما السبيل للقضاء على هذه الظاهرة؟

القضاء على التحرش يمضي في اتجاه جيد، فالقانون غلظ العقوبة، والمتحرَّش بهن تتم توعيتهن بأنهم ناجيات ولسن ضحايا ومذنبات، ويجب عليهن التكلم وفضح من تحرش بهن. حتى في الشارع كثير من البنات لا يسكتن، ويصممن على تحرير محاضر في أقسام الشرطة. كما أن الناس أصبحوا أكثر وعيًا ويساندوهن. يوجد تحسن ليس سريعًا ولكنه ثابت.

 هل تظنين أنا المرأة تتحمل جزءا من مسؤولية التحرش؟

لا. قولاً واحدًا لا. الموضوع ليست له علاقة بالمرأة أو ملابسها. فأنا حضرت ندوات كثيرة عن التحرش، وكانت من المتحدثات منتقبات تعرضن للتحرش، وقصصهن صعبة جدًّا. فضلاً عن تحرش المديرين في العمل بالموظفات.

ما رأيك في حملات التشهير بالمتحرشين؟

مبدأ “التجريس” رائع جدًّا؛ يجب على كل فتاة اعتدى عليها أي شخص مهما كان أن تفضحه، وتتكلم عن كل شيء، وتلجأ إلى القانون. “التجريس” أمر مهم ورادع جدًّا.

كيف تفرقين بين اهتمام الأنثى بإظهار جمالها وبين الوقوع فى فخ الابتذال؟

لكل مقام مقال؛ السيدة التي تخرج للذهاب إلى سهرة وترتدي فستانًا مفتوحًا ليست مبتذلة. ونفس السيدة بنفس الفستان إن نزلت به تتمشى في مول ستكون مبتذلة. المعيار هو المكان، وكذلك الطبقة الاجتماعية التي تنمي إليها، فبنت من منطقة شعبية غير مقبول أن ترتدي فستانًا مفتوحًا أو جيب قصيرة.

تعانين كثيرًا من تهمة الابتذال.. فما ردك على ذلك؟

لا أواجه تهمة الابتذال، إنما أواجه تهمًا أخرى مثل أنني أعتمد على شكلي أو “فرحانة بنفسي” وكل هذا ليس حقيقي، فالفن التشكليلي الاعتماد الكلي فيه على الموهبة، وكذلك الكتابة، فأنا كاتبة رأي، وشكلي لن يؤهلني لمنصب في جريدة مثلاً. وبالنسبة إلى الإعلام، فالحضور وسرعة البديهة هما الفارق في حياة المذيعة، وليس الشكل، وبالتالي فهذه التهم في غير محلها. أنا أعتز بشكلي بقدر ما أعتز بعقلي.

متى نرى المرأة في المناصب القيادية؟

الحقيقة أن المرأة حاليًّا في مناصب قيادية، فلدينا في الحكومة 8 وزيرات للمرة الأولى، وللمرة الأولى في تاريخ مصر تشغل امرأة منصب وزير الثقافة. بكل تأكيد لم تحصل المرأة على حقها كاملاً، ولكن هناك تقدمًا كبيرًا جدًّا جدًّا.

بمَ تردين على من يحطون من قيمة المرأة باسم الدين؟

أتصور أن هؤلاء الناس مدمنون شهرة، أو مهووسون بوهم الفحولة متخيلين أن ذلك عنصر جاذبيه. أتصور أيضًا أن الشيخ الذي يتكلم طوال الوقت عن الجنس والمرأة، لديه هوس جنسى، أو مشكلات جنسية، أو في تخيله أن هذا الكلام التافه علامة للفحولة. فأمور مثل الإنسانيات والروحانيات والرقائق تحتاج إلى اهتمام من رجال الدين أكبر بكثير من الكلام عن المرأة التي هم مهمومون بها.

 كيف يمكن مواجهة هؤلاء؟

قد تستغرب كلامي، ولكن العلاج في التجاهل! فالذين يردون وينشرون هذا الكلام أسميهم المتشنجين، وعلى المتشنجين التجاهل والهدوء، فهم من تسببوا في شهرة المهووسين، والمهووسون سعداء بهذه الشهرة.. ببساطة، التجاهل يسحب بساط الشهرة من تحت أقدامهم.

 هل هناك أي أعمال أدبية جديدة لكِ؟

مشكلتي أنني كسولة جدًّا وبيطئة، وللأمانة متخوفة. فما زلت أعمل على مجموعتي القصصية منذ سنتين، وكلما رأيت عملاً أدبيًّا لأحد من جيلي أشعر بالخجل، وأظن أنني لا أستطيع المنافسة، على الرغم من تشجيعهم لي، فكثير منهم أكد على أن لي تجربتي الخاصة.

شارك المقال وأخبر به أصدقائك الآن

الوسوم

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.

اقرأ أيضاً

القائمة