كيف توحد المصريون لمواجهة العدو المجهول؟

لا حديث يعلو فوق الحديث عن فيروس «كورونا»، وما خلفه من أزمة عالمية، لم تكن الأزمة اقتصادية أو أمنية أو عسكرية، بل طالت أهم عنصر على الكوكب وهو الإنسان وصحته، وهو ما زاد من خطورة تلك المشكلة وجعلها أولوية لدى العالم كله، ومما زاد من صعوبتها وصعوبة التكهن بنهايتها عنصر المفاجأة، فقد حلت الأزمة دون مقدمات تساعد على التأهب والاستعداد لها وامتصاص خسائرها، ليس هذا فحسب، بل زاد من حجم الأزمة أننا نتعامل مع عدو مجهول تمامًا أصبح يهدد كل بيت على مستوى العالم، فصارت تلك الأزمة تحديًّا أمام العالم كله.

كان الأداء المصرى متميزًا يفوق بعض الدول من خلال إجراءات استباقية معلنة بشكل صريح، بشكل فاجأ الكثيرين، فكان الجميع على قدر كبير من المسئولية، تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، ورئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولى، بالإضافة إلى وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد.

فقد أثبتت الدولة المصرية من خلال تعاملها مع هذا «الملف المستجد» أن الإنسان المصرى هو الثروة الحقيقية التى يجب الحفاظ عليها وحمايتها، وقد تجلى ذلك من خلال عمل كل المؤسسات المصرية بروح الفريق الواحد لاحتواء المرض بشكل احترافى، فمنذ اللحظة الأولى، وجه السيد الرئيس بتخصيص 100 مليار جنيه لتمويل الخطة الشاملة وما تتضمنه من إجراءات احترازية لمواجهة المرض، موجهًا القطاع الخاص بألا يفقد عامل عمله.

أما الحكومة، فقد عملت على مدار الساعة بشكل فى منتهى الاحترافية، بما أعاد للمصريين الشعور بالفخر بدولتهم فى إدارة تلك الأزمة.

ولم تنسَ الحكومة المصرية أبناءها من العمالة المؤقتة غير المنتظمة التى طال الضرر قوت يومها، بل احتوتهم، مقدمةً لهم يد العون بصرف إعانة شهرية لهم؛ لرفع العبء عن كاهل هذه الفئة.

وكانت وزارة الصحة «فرس الرهان» فى تلك الجائحة العالمية، فكانت الشفافية هى العنصر البارز فى تعامل وزيرة الصحة، د. هالة زايد، مع المصريين، دون إخفاء أو حتى مواربة لأى معلومات، بل كانت الوزارة مصدرًا موثوقًا للمعلومة؛ لتبصير المصريين بالحقائق، وكانت سباقة فى الإجابة عن كل ما يدور فى أذهان المصريين من أسئلة أو استفسارات، لتضع الجميع فى قلب الحدث.

لم تبخل الدولة على أبنائها سواء بالكشف المبكر أو العلاج المجانى، لكنى كنت أتمنى لو تم تحويل بعض الفنادق التى فقدت طاقتها الاستيعابية لمستشفيات للحجر الصحى، خاصة أن تلك الفنادق مؤهلة لهذا الدور، بما يخف العبء عن مستشفيات الفقراء الحكومية، على أن تكون تلك الفنادق مستشفيات للقادرين ماديًّا.

تحية للإعلام المصرى الذى كان على قدر المسئولية ليفوز بثقة الجمهور، من خلال مواكبة سيل المعلومات المتدفق لحظيًّا، وإزالة الغموض حول الفيروس، وتقديم النصائح بطرق الوقاية، وقد ظهرت حالة التناغم الكبير بينه وبين الجهات المسئولة فى الدولة، فلم تكن هناك فجوة كبيرة بين الدولة والإعلام لينشر المغرضون شائعاتهم, وأخبارهم المغلوطة ويبثوا سمومهم.

وكما أمدنا بالمعلومات الصحيحة بمنتهى الوضوح والشفافية بعيدًا عن التهويل أو بث الرعب فى النفوس، كان للإعلام دورٌ بارزٌ وكبيرٌ فى نفى كل شائعات مواقع التواصل الاجتماعى، والتى دائمًا ما تكون مدفوعة بتوجهات لجماعات ودول معادية لمصر، وكلها عوامل ساهمت فى احتواء الفيروس بمصر، مقارنة بدول المنطقة والعالم.

وتحية من القلب لجنود الجيش الأبيض، أطباء مصر ومساعديهم، الذين عملوا على قدم وساق، وكانوا مصدرًا لطمأنينة الشعب، بأن وراءهم جنودًا بواسل، تظهر الشدائد معادنهم، يستطيعون قهر هذا العدو الخفى.

تحية للمواطن الذى استشعر حجم المسئولية، ممتثلاً لنصائح وزارة الصحة بتجنب الأماكن المزدحمة، ومراعاة السلوكيات الصحية لحماية نفسه وبلده.

ورغم أن البعض يرى أننا نعيش كابوسًا مؤلمًا، لكن قناعاتى التامة وثقى فى الإدارة والإرادة المصرية، تجعلنى على يقين بأن الخير قادم، وما هذا الفيروس إلا دليل جديد ليثبت للعالم أن المصريين قادرون على فعل ما لم تستطع فعله القوى العظمى عبر العالم، بإمكانياتها المادية والعلمية والعسكرية، فقط علينا أن نؤمن بأنفسنا، وسنثبت للعالم بأن مصر دائمًا محروسة، وسنفعل ما يراه البعض مستحيلاً.

 

 

 

شارك المقال وأخبر به أصدقائك الآن

الوسوم

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.

اقرأ أيضاً

القائمة